Список использованных источников 7 страница
ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالبعث والحشر والشفاعة والحوض والحساب والميزان والصراط والجنة والنار وغير ذلك مِمَّا جاء في الكتاب والسنَّة. والإيمان بالقدر الإيمانُ بأنَّ الله قدَّر كلَّ ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، وله مراتب أربعة: ـ علم الله أزلاً بكلِّ ما هو كائن. ـ وكتابته المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. ـ ومشيئته كلّ مقدَّر. ـ وخلق الله وإيجاده لكلِّ ما قدَّره طبقاً لِمَا علمه وكتبه وشاءه. فيجب الإيمانُ بهذه المراتب واعتقاد أنَّ كلَّ شيء شاءه الله لا بدَّ من وجوده، وأنَّ كلَّ شيء لم يشأه الله لا يُمكن وجوده، وهذا معنى قوله : 8 ـ;قوله: ((فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك))، الإحسان أعلى الدرجات، ودونه درجة الإيمان، ودون ذلك درجة الإسلام، وكلُّ مؤمن مسلم، وكلُّ محسن مؤمن مسلم، وليس كلُّ مسلم مؤمناً محسناً، ولهذا جاء في سورة الحجرات: â ÏMs9$s% Ü>#{ôãF{$# $¨YtB#uä (@è% öN©9 (#qãZÏB÷sè? `Å3»s9ur (#ûqä9qè% $sYôJn=ór& $£Js9ur È@äzôt ß`»yJM}$# Îû öNä3Î/qè=è% (á، وجاء في هذا الحديث بيان علوِّ درجة الإحسان في قوله: ((أن تعبد الله كأنَّك تراه)) أي: تعبدَه كأنَّك واقفٌ بين يديه تراه، ومَن كان كذلك فإنَّه يأتي بالعبادة على التمام والكمال، وإن لَم يكن على هذه الحال فعليه أن يستشعر أنَّ الله مطَّلعٌ عليه لا يخفى منه خافية، فيحذرَ أن يراه حيث نهاه، ويعمل على أن يراه حيث أمرَه. 9 ـ;قوله: ((قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل))، اختصَّ الله بعلم الساعة، فلا يعلم متى تقوم الساعة إلاَّ الله سبحانه وتعالى، قال الله عزَّ وجلَّ: â ¨bÎ) ©!$# ¼çnyYÏã ãNù=Ïæ Ïptã$¡¡9$# ãAÍit\ãur y]øtóø9$# ÞOn=÷ètur $tB Îû ÏQ%tnöF{$# ($tBur Íôs? Ó§øÿtR #s$¨B Ü=Å¡ò6s? #Yxî ($tBur Íôs? 6§øÿtR Ädr'Î/ <Úör& ßNqßJs? 4 ¨bÎ) ©!$# íOÏ=tæ 7Î6yz ÇÌÍÈ á، وقال تعالى: â ¼çnyYÏãur ßxÏ?$xÿtB É=øtóø9$# w!$ygßJn=÷èt wÎ) uqèd 4 á، ومنها علم الساعة، ففي صحيح البخاري (4778) عن عبد الله بن عمر قال: قال النَّبيُّ : ((مفاتيحُ الغيب خمسة، ثم قرأ â ¨bÎ) ©!$# ¼çnyYÏã ãNù=Ïæ Ïptã$¡¡9$# á)) ، وقال تعالى: â y7tRqè=t«ó¡o Ç`tã Ïptã$¡¡9$# tb$§r& $yg8yóßD (ö@è% $yJ¯RÎ) $ygãKù=Ïæ yZÏã Ïn1u (w $pkÏk=pgä!$pkÉJø%uqÏ9 wÎ) uqèd 4 ôMn=à)rO Îû ÏN¨uq»yJ¡¡9$# ÇÚöF{$#ur 4 w ö/ä3Ï?ù's? wÎ) ZptGøót/ 3 y7tRqè=t«ó¡o y7¯Rr(x.;Å"xm $pk÷]tã (ö@è% $yJ¯RÎ) $ygßJù=Ïæ yZÏã «!$# £`Å3»s9ur unYò2r& Ĩ$¨Z9$# w tbqßJn=÷èt ÇÊÑÐÈ á. وجاء في السنَّة أنَّ الساعةَ تقوم يوم الجمعة، أمَّا من أيِّ سنة؟ وفي أيِّ شهر من السنة؟ وفي أيِّ جمعة من الشهر؟ فلا يعلم ذلك إلاَّ الله، ففي سنن أبي داود (1046) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلاَّ وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس؛ شفقاً من الساعة إلاَّ الجنّ والإنس)) الحديث، وهو حديث صحيح رجاله رجال الكتب الستة، إلاَّ القعنبي فلم يخرج له ابن ماجه. وقوله: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) معناه أنَّ الخلق لا يعلمون متى تقوم، وأنَّ أي سائل وأيَّ مسئول سواء في عدم العلم بها. 10 ـ;قوله: ((قال: فأخبرني عن أمَاراتِها؟ قال: أن تلدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحُفاةَ العُراة العالة رِعاء الشاءِ يتطاولون في البُنيان))، أماراتها: علاماتها، وعلامات الساعة تنقسم إلى قسمين: علامات قريبة من قيامها، كخروج الشمس من مغربها، وخروج الدجَّال، وخروج يأجوج ومأجوج، ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من السماء وغيرها، وعلامات قبل ذلك، ومنها العلامتان المذكورتان في هذا الحديث. ومعنى قوله: ((أن تلد الأَمَة ربَّتها)) فُسِّر بأنَّه إشارة إلى كثرة الفتوحات وكثرة السبي، وأن من المسْبيات مَن يطؤها سيِّدُها فتلد له، فتكون أمَّ ولد، ويكون ولدها بمنزلة سيِّدها، وفسِّر بتغير الأحوال وحصول العقوق من الأولاد لآبائهم وأمَّهاتهم وتسلُّطهم عليهم، حتى يكون الأولاد كأنَّهم سادة لآبائهم وأمَّهاتهم. ومعنى قوله: ((وأن ترى الحُفاةَ العُراة العالة رِعاء الشاءِ يتطاولون في البُنيان)) أنَّ الفقراء الذين يرعون الغنم ولا يجدون ما يَكتسون به تتغيَّر أحوالهم وينتقلون إلى سكنى المدن ويتطاولون فيها بالبنيان، وهاتان العلامتان قد وقعتَا. 11 ـ;قوله: ((ثمَّ انطلق فلبث مليًّا ثم قال: يا عمر أتدري مَن السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه جبريل أتاكم يعلِّمُكم دينَكم)) معنى مليًّا: زماناً، فقد أخبر النَّبيُّ أصحابَه عن السائل بأنَّه جبريل عقب انطلاقه، وجاء أنَّه أخبر عمر بعد ثلاث، ولا تنافي بين ذلك؛ لأنَّ النَّبيَّ أخبر الحاضرين ولم يكن عمر معهم، بل يكون انصرف من المجلس، واتَّفق له أنَّه لقي النَّبيَّ بعد ثلاث فأخبره. 12 ـ;مِمَّا يُستفادُ من الحديث: 1 ـ أنَّ السائلَ كما يسأل للتعلُّم، فقد يسأل للتعليم، فيسأل مَن عنده علم بشيء من أجل أن يسمع الحاضرون الجواب. 2 ـ أنَّ الملائكةَ تتحوَّل عن خِلقتِها، وتأتي بأشكال الآدميِّين، وليس في هذا دليل على جواز التمثيل الذي اشتهر في هذا الزمان؛ فإنَّه نوعٌ من الكذب، وما حصل لجبريل فهو بإذن الله وقدرته. 3 ـ بيان آداب المتعلِّم عند المعلِّم. 4 ـ أنَّه عند اجتماع الإسلام والإيمان يُفسَّر الإسلام بالأمور الظاهرة، والإيمان بالأمور الباطنة. 5 ـ البدء بالأهمِّ فالأهمِّ؛ لأنَّه بُدىء بالشهادَتين في تفسير الإسلام، وبدىء بالإيمان بالله في تفسير الإيمان. 6 ـ أنَّ أركان الإسلام خمسة، وأنَّ أصولَ الإيمان ستة. 7 ـ أنَّ الإيمان بأصول الإيمان الستة من جملة الإيمان بالغيب. 8 ـ بيان التفاوت بين الإسلام والإيمان والإحسان. 9 ـ بيان علوِّ درجة الإحسان. 10 ـ أنَّ علم الساعة مِمَّا استأثر الله بعلمه. 11 ـ بيان شيء من أمارات الساعة. 12 ـ قول المسئول لِمَا لا يعلم: الله أعلم. * * * الحديث الثالث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب { قال: سمعت رسول الله يقول: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان)) رواه البخاري ومسلم. 1 ـ;قوله: ((بُني الإسلام على خمس)): فيه بيان عظم شأن هذه الخمس، وأنَّ الإسلام مبنيٌّ عليها، وهو تشبيه معنويٌّ بالبناء الحسي، فكما أنَّ البنيان الحسي لا يقوم إلَّا على أعمدته، فكذلك الإسلام إنَّما يقوم على هذه الخمس، والاقتصار على هذه الخمس لكونها الأساس لغيرها، وما سواها فإنَّه يكون تابعاً لها.
|