Список использованных источников 31 страница
* * * الحديث الواحد والأربعون عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص { قال: قال رسول الله: ((لا يُؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعاً لِمَا جئتُ به)) حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح. 1 ـ;الحديث صحَّحه النووي وعزاه إلى كتاب الحجة، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/293): ((يريد بصاحب كتاب الحجة الشيخ أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي الفقيه الزاهد نزيل دمشق، وكتابه هذا هو كتاب الحجة على تاركي المحجة، يتضمَّن ذكر أصول الدين على قواعد أهل الحديث والسنة، وقد خرَّج هذا الحديث الحافظ أبو نعيم في كتاب الأربعين وشرط في أولها أن تكون من صحاح الأخبار وجياد الآثار مِمَّا أجمع الناقلون على عدالة ناقليه، وخرَّجته الأئمة في مسانيدهم))، ثم إنَّ الحافظ ابن رجب ضعَّفه، وبيَّن وجوه تضعيفه، وأمَّا الحافظ ابن حجر فقد أشار في الفتح (13/289) إلى ثبوته، وجعله من حديث أبي هريرة، فقال: ((وأخرج البيهقي في المدخل وابن عبد البر في بيان العلم عن جماعة من التابعين، كالحسن وابن سيرين وشُريح والشعبي والنخعي بأسانيد جياد ذمّ القول بالرأي المجرَّد، ويجمع ذلك كلَّه حديثُ أبي هريرة (لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعاً لِمَا جئتُ به)، أخرجه الحسن بن سفيان وغيرُه، ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين)). 2 ـ;نفيُ الإيمان في الحديث نفيٌ للكمال الواجب، قال النووي في شرح الأربعين: ((أي: أنَّ الشخصَ يجب عليه أن يعرضَ عملَه على الكتاب والسنة، ويخالف هواه ويتبع ما جاء به ، وهذا نظير قوله تعالى: â $tBur tb%x. 9`ÏB÷sßJÏ9 wur >puZÏB÷sãB #sÎ) Ó|Ós% ª!$# ÿ¼ã&è!qßuur #·øBr& br& tbqä3t ãNßgs9 äouzÏù:$# ô`ÏB öNÏdÍøBr& 3 á، فليس لأحد مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله أمر ولا هوى)). 3 ـ;قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/398 ـ 399): ((والمعروف في استعمال الهوى عند الإطلاق أنَّه الميل إلى خلاف الحق، كما في قوله عزَّ وجلَّ: â wur ÆìÎ7®Ks? 3uqygø9$# y7¯=ÅÒãsù `tã È@Î6y «!$# 4 á، وقال تعالى: â $¨Br&ur ô`tB t$%s{ tP$s)tB ¾ÏmÎn/u ygtRur }§øÿ¨Z9$# Ç`tã 3uqolù;$# ÇÍÉÈ ¨bÎ*sù sp¨Ypgù:$# }Ïd 3urù'yJø9$# ÇÍÊÈ á ، وقد يطلق الهوى بمعنى المحبَّة والميل مطلقاً، فيدخل فيه الميلُ إلى الحقِّ وغيره، وربَّما استعمل بمعنى مَحبة الحقِّ خاصة والانقياد إليه، وسُئل صفوان بن عسال: هل سمعتَ من النَّبيِّ يذكر الهوى؟ فقال: سأله أعرابيٌّ عن الرجل يُحب القومَ ولم يلحق بهم؟ فقال: (المرء مع من أحبَّ)، ولَمَّا نزل قولُه عزَّ وجلَّ: â ÓÅeöè? `tB âä!$t±n@ £`åk÷]ÏB üÈqø«è?ur y7øs9Î) `tB âä!$t±n@ (áقالت عائشة للنَّبيِّ : (ما أرى ربَّك إلَّا يُسارع في هواك) وقال عمر في قصة المشاورة في أسارى بدر: (فهوي رسول الله ما قال أبو بكر، ولَم يهو ما قلتُ) وهذا الحديث مِمَّا جاء استعمال الهوى فيه بمعنى المحبة المحمودة)). 4 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ وجوب اتِّباع الرسول فيما جاء به. 2 ـ تفاوت الناس في الإيمان. * * * الحديث الثاني والأربعون عن أنس قال: سمعتُ رسول الله يقول: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنَّك ما دعوتَني ورجوتنِي غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبُك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابن آدم! إنَّك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة)) رواه الترمذي وقال: ((حديث صحيح)). 1 ـ;هذا الحديث هو آخر الأحاديث التي أوردها النووي ~ في كتابه الأربعين، وقد زادت على الأربعين حديثين، فيكون إطلاق الأربعين عليها من تغليب اللفظ وحذف الكسر الزائد في العدد، وهو من الأحاديث القدسية التي يرويها رسول الله عن ربِّه تبارك وتعالى. 2 ـ;الخطابُ في الحديث لبني آدم، وهو مشتملٌ على أنَّ من أسباب مغفرة الذنوب دعاء الله ورجاءه مغفرةَ الذنوب والاستغفار منها والإخلاص لله والسلامة من الشرك، ومعنى مغفرة الذنوب سترها عن الخلق والتجاوز عنها، فلا يُعاقب عليها. 3 ـ;قوله: ((يا ابن آدم! إنَّك ما دعوتَني ورجوتنِي غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي))، دعاء العبد ربّه مغفرة ذنوبه، ورجاؤه ذلك منه دون يأس، مع التوبة من الذنوب يحصل به من الله المغفرة ولو عظُمت الذنوب وكثرت وتكرَّرت، ولهذا قال: ((على ما كان منك ولا أبالي))، ونظير هذا قول الله عزَّ وجلَّ: â ö@è% yÏ$t7Ïè»t tûïÏ%©!$# (#qèùuó r& #n?tã öNÎgÅ¡àÿRr& w (#qäÜuZø)s? `ÏB ÏpuH÷q§ «!$# 4 ¨bÎ) ©!$# ãÏÿøót z>qçR%!$# $·èÏHsd 4 ¼çm¯RÎ) uqèd âqàÿtóø9$# ãLìÏm§9$# ÇÎÌÈ á. 4 ـ;قوله: ((يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبُك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك))، لو كثرت ذنوب العبد حتى بلغت عَنان السماء، أي: بلغت السماء أو ما دون ذلك كالسحاب أو ما يبلغه بصر الناظر إلى فوق، ثم حصل من العبد الاستغفار مع التوبة من جميع الذنوب، فإنَّ الله تعالى يغفر تلك الذنوب ويتجاوز عنها، والتوبة تكون بالإقلاع من الذنب، والندم على ما فات، والعزيمة في المستقبل على ألاَّ يعود إليه، ومع هذه الثلاثة، فإن كان الذنب في حقِّ الله عزَّ وجلَّ وفيه كفَّارة، أتى بالكفارة، وإن كان في حق للآدميِّين، أدَّى حقوقهم إليهم أو تحلَّلهم منها. 5 ـ;قوله: ((يا ابن آدم! إنَّك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة))، الشركُ بالله عزَّ وجلَّ هو الذنب الذي لا يغفره الله، وكلُّ ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عن صاحبه ولم يعذبه، وإن شاء عذَّبه وأدخله النار، ولكنه لا يُخلَّد فيها خلود الكفار، بل لا بدَّ أن يخرج منها ويدخل الجنَّة، كما قال الله عزَّ وجلَّ: â ¨bÎ) ©!$# w ãÏÿøót br& x8uô³ç ¾ÏmÎ/ ãÏÿøótur $tB tbrß y7Ï9¨s `yJÏ9 âä!$t±o 4 á، في آيتين من سورة النساء، وفي هذا الحديث بيان أنَّ الذنوبَ ولو بلغت في الكثرة ما بلغت، فإنَّ الله يتجاوز عنها، بشرط كون العبد مخلصاً عبادته لله، سليماً من الإشراك به. 6 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ سعة فضل الله عزَّ وجلَّ ومغفرة ذنوب عباده. 2 ـ من أسباب مغفرة الذنوب دعاء الله ورجاؤه من غير يأس. 3 ـ فضل الاستغفار مع التوبة، وأنَّ الله يغفر للمستغفر ذنوبه ولو بلغت في الكثرة ما بلغت. 4 ـ أنَّ الشركَ بالله هو الذنب الذي لا يُغفر، وأنَّ ما سواه تحت مشيئة الله. 5 ـ فضل الإخلاص، وأنَّ الله يُكفِّر به الذنوب. * * * الحديث الثالث والأربعون عن ابن عباس { قال: قال رسول الله: ((ألحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكَر)) خرَّجه البخاري ومسلم.
|