Список использованных источников 18 страница
1 ـ;أصحابُ رسول الله أشدُّ الناس حرصاً على معرفة الدِّين، وهم أسبقُ إلى كلِّ خير، وهذا السؤال من سفيان بن عبد الله واضحٌ في ذلك؛ إذ سأل النَّبيَّ هذا السؤال العظيم، الذي يريد جوابه جامعاً واضحاً لا يحتاج فيه إلى أحد بعد رسول الله . 2 ـ;أجاب النَّبيُّ هذا الصحابيَّ بجواب قليل اللفظ واسع المعنى، وهو من جوامع كلمه ، فقال: ((قل آمنتُ بالله، ثم استقم))، فأمره أن ينطق بلسانه بإيمانه بالله الشامل للإيمان به سبحانه وتعالى، وبما جاء عنه في كتابه وسنة رسوله ، فيدخل في ذلك الأمور الباطنة والأمور الظاهرة؛ لأنَّ الإيمانَ والإسلامَ من الألفاظ التي إذا جُمع بينها في الذِّكر قُسِّم المعنى بينهما، وصار للإيمان الأمورُ الباطنة، وللإسلام الأمورُ الظاهرة، وإذا أُفرد أحدُهما عن الآخر ـ كما هنا ـ شمل الأمورَ الباطنة والظاهرة، وبعد إيمانه ويقينه وثباته أُمر بالاستقامة على هذا الحقِّ والهُدى والاستمرار على ذلك، كما قال الله عزَّ وجلَّ: â $pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#qà)¨?$# ©!$# ¨,xm ¾ÏmÏ?$s)è? wur ¨ûèòqèÿsC wÎ) NçFRr&ur tbqßJÏ=ó¡B ÇÊÉËÈ á، أي: دوموا على طاعة الله وطاعة رسوله، حتى إذا وافاكم الأجل يوافيكم وأنتم على حال حسنة، وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ في كتابه ثواب مَن آمن واستقام، فقال: â ¨bÎ) úïÏ%©!$# (#qä9$s% $sY/z ª!$# §NèO (#qßJ»s)tFó$# ãA¨t\tGs? ÞOÎgøn=tæ èpx6Í´¯»n=yJø9$# wr& (#qèù$srB wur (#qçRuøtrB (#rãϱ÷0r&ur Ïp¨Ypgù:$$Î/ ÓÉL©9$# óOçFZä. crßtãqè? ÇÌÉÈ á، وقال: â ¨bÎ) tûïÏ%©!$# (#qä9$s% $sY/z ª!$# §NèO (#qßJ»s)tFó$# xsù î$öqyz óOÎgøn=tæ wur öNèd cqçRuøts ÇÊÌÈ y7Í´¯»s9'ré& Ü=»utõ¾r& Ïp¨Ypgù:$# tûïÏ$Í#»yz $pkÏù Lä!#uy_ $yJÎ/ (#qçR%x. tbqè=yJ÷èt ÇÊÍÈ á. 3 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ حرص الصحابة على السؤال عن أمور دينهم. 2 ـ حُسن السؤال من سفيان بن عبد الله الدَّال على كمال عقله ورغبته في الوصية الجامعة. 3 ـ الإيمانُ بالله وبما جاء في كتابه وسنَّة رسوله . 4 ـ ملازمة الاستقامة على الحقِّ والهدى حتى بلوغ الأجل. الحديث الثاني والعشرون عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاريِّ {: أنَّ رجلاً سأل رسول الله ، فقال: ((أرأيتَ إذا صلَّيتُ المكتوبات، وصُمتُ رمضان، وأحللتُ الحلال، وحرَّمتُ الحرامَ، ولَم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنَّة؟ قال: نعم)) رواه مسلم، ومعنى حرَّمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حلَّه. 1 ـ;جاء في بعض طرق الحديث في صحيح مسلم (15) تسمية الرَّجل السائل النعمان بن قَوقَل. 2 ـ;قول السائل: ((أرأيت)) معناه: أخبرني إذا فعلت هذه الأمور أدخل الجنَّة؟ 3 ـ;الأمور التي سأل عن دخوله الجنَّة إذا فعلها: الصلاة، والصيام، وإحلال الحلال، وتحريم الحرام، وليس فيها ذكر الزكاة والحج، فيُحتمل أنَّ الحجَّ لم يُذكر لأنَّه لم يكن قد فُرض، ولم تُذكر الزكاة لاحتمال أن يكون فقيراً ليس عنده مال يُزكَّي، ويحتمل أن تكون الزكاة والحجُّ داخلين تحت إحلال الحلال وتحريم الحرام. 4 ـ;في الحديث ذكر القيام بالواجبات، وليس فيه ذكر المستحبَّات، ومَن كان كذلك فهو المقتصد في قوله تعالى: â §NèO $uZøOu÷rr& |=»tGÅ3ø9$# tûïÏ%©!$# $uZøxÿsÜô¹$# ô`ÏB $tRÏ$t7Ïã (óOßg÷YÏJsù ÒOÏ9$sß ¾ÏmÅ¡øÿuZÏj9 Nåk÷]ÏBur ÓÅÁtFø)B öNåk÷]ÏBur 7,Î/$y ÏN¨uöyø9$$Î/ ÈbøÎ*Î/ «!$# 4 á، وفعل الواجبات وترك المحرَّمات سبب في دخول الجنَّة، لكن الإتيان بالنوافل مع الفرائض يكمَّل بها الفرائض إذا لم يكن أتَمَّها، وجاء بذلك حديث صحيح عن رسول الله ، رواه أبو داود (864)، والترمذي (413)، وابن ماجه (1425)، وأيضاً فالنوافل هي كالسياج للفرائض، ومَن كان محافظاً عليها كان أشدَّ محافظة على الفرائض، ومَن تساهل بها قد يجرُّه ذلك إلى الإخلال بالفرائض. 5 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ حرص الصحابة على معرفة الأعمال التي تُدخِل الجنَّة. 2 ـ أنَّ الأعمال سبب في دخول الجنَّة. 3 ـ بيان أهميَّة الصلوات الخمس، وقد جاء في الحديث أنَّها عمود الإسلام. 4 ـ بيان أهميَّة صيام رمضان. 5 ـ أنَّ المسلمَ يُحلُّ الحلالَ معتقداً حلَّه، ويجتنب الحرام معتقداً حرمته. 6 ـ بيان بطلان قول من زعم من الصوفية أنَّ الإنسانَ لا يعبد الله رغبة في الجنَّة وخوفاً من النار، وقد قال عن خليله: â ÓÉ_ù=yèô_$#ur `ÏB ÏprOuur Ïp¨Yy_ ÉOÏè¨Z9$# ÇÑÎÈ á. * * * الحديث الثالث والعشرون عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري قال: قال رسول الله: ((الطُّهورُ شَطْرُ الإيمان، والحمدُ لله تَملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تَملآن أو تَملأُ ما بين السماء والأرض، والصلاةُ نور، والصدقةُ برهان، والصبرُ ضياء، والقرآنُ حجَّةٌ لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمُعتقها أو موبقها)) رواه مسلم. 1 ـ;الطُّهور فُسِّر بترك الشِّرك والذنوب والمعاصي والتخلِّي عنها، وفُسِّر بالوضوء للصلاة، وفسِّر الإيمانُ بالصلاة، كما قال الله عزَّ وجلَّ: â $tBur tb%x. ª!$# yìÅÒãÏ9 öNä3sY»yJÎ) 4 áأي: صلاتكم إلى بيت المقدس، ويرجِّحُ تفسيرَ ((الطُّهور)) بالوضوء روايةُ الترمذي للحديث (3517)، وفيه بدل ((الطهور)) ((الوضوء))، ورواية ابن ماجه (280) بلفظ: ((إسباغ الوضوء))، والشطر فُسِّر بالنصف، وفسِّر بالجزء، وإن لم يكن نصفاً، وشرط الصلاة الوضوء كما جاء في الحديث: ((لا تُقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول)) رواه مسلم (224)، والطُّهور بالضمِّ اسمٌ للفعل وهو التطهُّر، وبالفتح اسمٌ للماء الذي يُتطَّهر به، ومثل ذلك لفظ الوضوء والسحور والوجور والسعوط. 2 ـ;قوله: ((والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تَملآن أو تَملأ ما بين السماء والأرض))، الميزان: هو ميزان الأعمال، وهو يدلُّ على فضل التحميد والتسبيح، والتسبيح هو تنزيه الله عن كلِّ نقص، والتحميد وصفُه بكلِّ كمال. وقوله: ((تملآن أو تملأ)) يحتمل أن يكون مَلأُ ما بين السموات والأرض للتسبيح والتحميد معاً أو لأحدهما، ويُحتمل أنَّ مَلأَ ما بين السماء والأرض لهما معاً، والخبر جاء على الشكِّ من الراوي، هل هو بالتثنية أو بدونها. 3 ـ;قوله: ((والصلاة نور)) يشمل النور في القلب، والنور في الوجه، ونور الهداية، والنور يوم القيامة. 4 ـ;قوله: ((والصدقة برهان)) أي: دليل على إيمان صاحبها وصِدقه؛ وذلك أنَّ النفوسَ تشحُّ بالمال، فمَن وُقي شحَّ نفسه وتصدَّق كان علامةً على إيمانه، ولأنَّ المنافق قد يُصلي رياء، ولا تسمح نفسه بإخراج الصدقة لبخله وحرصه على المال.
|