ЭРИКА ЛЕОНАРД ДЖЕЙМС 16 страница
إلى أن قال: ((وقوله: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) في معناه قولان: أحدهما: أنَّه ليس بمعنى الأمر أن يصنعَ ما شاء، ولكنَّه على معنى الذمِّ والنهي عنه، وأهلُ هذه المقالة لهم طريقان، أحدهما: أنَّه أمرٌ بمعنى التهديد والوعيد، والمعنى: إذا لم يكن لك حياءٌ فاعمل ما شئتَ، فإنَّ الله يجازيك عليه، كقوله: â (#qè=uHùå$# $tB ôMçGø¤Ï© (¼çm¯RÎ) $yJÎ/ tbqè=yJ÷ès? íÅÁt/ ÇÍÉÈ á، وقوله: â (#rßç7ôã$$sù $tB Läêø¤Ï© `ÏiB ¾ÏmÏRrß 3 á... هذا اختيارُ جماعة منهم أبو العباس ثعلب. والطريق الثاني: أنَّه أمرٌ ومعناه الخبر، والمعنى: أنَّ مَن لم يستح صَنعَ ما شاء، فإنَّ المانعَ مِن فعل القبائح هو الحياء، فمَن لم يكن له حياءٌ انهمك في كلِّ فحشاء ومنكر، وما يَمتنع من مثله مَن له حياء على حدِّ قوله : (من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار)، فإنَّ لفظَه لفظُ الأمر، ومعناه الخبر، وأنَّ مَن كذب عليه تبوأ مقعده من النار، وهذا اختيار أبي عُبيد القاسم بن سلام ~ وابن قتيبة ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم، وروى أبو داود عن الإمام أحمد ما يدلُّ على مثل هذا القول... والقول الثاني في معنى قوله: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أنَّه أمرٌ بفعل ما يشاء على ظاهر لفظه، والمعنى إذا كان الذي تريد فعله مِمَّا لا يستحيا مِن فعله لاَ من الله ولا من الناس؛ لكونه من أفعال الطاعات أو مِن جميل الأخلاق والآداب المستحسنة، فاصنع منه حينئذ ما شئتَ، وهذا قول جماعة من الأئمة منهم أبو إسحاق المروزي الشافعي وحكي مثله عن الإمام أحمد)). وقال (1/501 ـ 502): ((واعلم أنَّ الحياء نوعان: أحدهما ما كان خُلُقاً وجِبلَّةً غير مكتسب، وهو مِن أجل الأخلاق التي يَمنحها الله العبد ويجبله عليها، ولهذا قال : (الحياءُ لا يأتي إلَّا بخير)؛ فإنَّه يَكُفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويَحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِن خصال الإيمان بهذا الاعتبار... والثاني: ما كان مكتسَباً مِن معرفة الله ومعرفة عَظمته وقربه من عباده، واطِّلاعه عليهم وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهذا مِن أعلى خصال الإيمان بل هو مِن أعلى درجات الإحسان... وقد يتولَّد الحياءُ من الله مِن مطالعة نعمه ورؤية التقصير في شكرها، فإذا سُلب العبدُ الحياء المكتسب والغريزي لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح والأخلاق الدنيئة، فصار كأنَّه لا إيمان له)). 2 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ أنَّ خلق الحياء من الأخلاق الكريمة المأثورة عن النبوات السابقة. 2 ـ الحثُّ على الحياء والتنويه بفضله. 3 ـ أنَّ فقدَ الحياء يوقع صاحبَه في كلِّ شر. * * * الحديث الواحد والعشرون عن أبي عَمرو وقيل أبي عَمرة سفيان بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله! قُل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟ قال: ((قل آمنتُ بالله، ثم استقم)) رواه مسلم. 1 ـ;أصحابُ رسول الله أشدُّ الناس حرصاً على معرفة الدِّين، وهم أسبقُ إلى كلِّ خير، وهذا السؤال من سفيان بن عبد الله واضحٌ في ذلك؛ إذ سأل النَّبيَّ هذا السؤال العظيم، الذي يريد جوابه جامعاً واضحاً لا يحتاج فيه إلى أحد بعد رسول الله . 2 ـ;أجاب النَّبيُّ هذا الصحابيَّ بجواب قليل اللفظ واسع المعنى، وهو من جوامع كلمه ، فقال: ((قل آمنتُ بالله، ثم استقم))، فأمره أن ينطق بلسانه بإيمانه بالله الشامل للإيمان به سبحانه وتعالى، وبما جاء عنه في كتابه وسنة رسوله ، فيدخل في ذلك الأمور الباطنة والأمور الظاهرة؛ لأنَّ الإيمانَ والإسلامَ من الألفاظ التي إذا جُمع بينها في الذِّكر قُسِّم المعنى بينهما، وصار للإيمان الأمورُ الباطنة، وللإسلام الأمورُ الظاهرة، وإذا أُفرد أحدُهما عن الآخر ـ كما هنا ـ شمل الأمورَ الباطنة والظاهرة، وبعد إيمانه ويقينه وثباته أُمر بالاستقامة على هذا الحقِّ والهُدى والاستمرار على ذلك، كما قال الله عزَّ وجلَّ: â $pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä (#qà)¨?$# ©!$# ¨,xm ¾ÏmÏ?$s)è? wur ¨ûèòqèÿsC wÎ) NçFRr&ur tbqßJÏ=ó¡B ÇÊÉËÈ á، أي: دوموا على طاعة الله وطاعة رسوله، حتى إذا وافاكم الأجل يوافيكم وأنتم على حال حسنة، وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ في كتابه ثواب مَن آمن واستقام، فقال: â ¨bÎ) úïÏ%©!$# (#qä9$s% $sY/z ª!$# §NèO (#qßJ»s)tFó$# ãA¨t\tGs? ÞOÎgøn=tæ èpx6Í´¯»n=yJø9$# wr& (#qèù$srB wur (#qçRuøtrB (#rãϱ÷0r&ur Ïp¨Ypgù:$$Î/ ÓÉL©9$# óOçFZä. crßtãqè? ÇÌÉÈ á، وقال: â ¨bÎ) tûïÏ%©!$# (#qä9$s% $sY/z ª!$# §NèO (#qßJ»s)tFó$# xsù î$öqyz óOÎgøn=tæ wur öNèd cqçRuøts ÇÊÌÈ y7Í´¯»s9'ré& Ü=»utõ¾r& Ïp¨Ypgù:$# tûïÏ$Í#»yz $pkÏù Lä!#uy_ $yJÎ/ (#qçR%x. tbqè=yJ÷èt ÇÊÍÈ á. 3 ـ;مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1 ـ حرص الصحابة على السؤال عن أمور دينهم. 2 ـ حُسن السؤال من سفيان بن عبد الله الدَّال على كمال عقله ورغبته في الوصية الجامعة. 3 ـ الإيمانُ بالله وبما جاء في كتابه وسنَّة رسوله . 4 ـ ملازمة الاستقامة على الحقِّ والهدى حتى بلوغ الأجل. الحديث الثاني والعشرون عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاريِّ {: أنَّ رجلاً سأل رسول الله ، فقال: ((أرأيتَ إذا صلَّيتُ المكتوبات، وصُمتُ رمضان، وأحللتُ الحلال، وحرَّمتُ الحرامَ، ولَم أزد على ذلك شيئاً، أدخل الجنَّة؟ قال: نعم)) رواه مسلم، ومعنى حرَّمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقداً حلَّه. 1 ـ;جاء في بعض طرق الحديث في صحيح مسلم (15) تسمية الرَّجل السائل النعمان بن قَوقَل. 2 ـ;قول السائل: ((أرأيت)) معناه: أخبرني إذا فعلت هذه الأمور أدخل الجنَّة؟ 3 ـ;الأمور التي سأل عن دخوله الجنَّة إذا فعلها: الصلاة، والصيام، وإحلال الحلال، وتحريم الحرام، وليس فيها ذكر الزكاة والحج، فيُحتمل أنَّ الحجَّ لم يُذكر لأنَّه لم يكن قد فُرض، ولم تُذكر الزكاة لاحتمال أن يكون فقيراً ليس عنده مال يُزكَّي، ويحتمل أن تكون الزكاة والحجُّ داخلين تحت إحلال الحلال وتحريم الحرام. 4 ـ;في الحديث ذكر القيام بالواجبات، وليس فيه ذكر المستحبَّات، ومَن كان كذلك فهو المقتصد في قوله تعالى: â §NèO $uZøOu÷rr& |=»tGÅ3ø9$# tûïÏ%©!$# $uZøxÿsÜô¹$# ô`ÏB $tRÏ$t7Ïã (óOßg÷YÏJsù ÒOÏ9$sß ¾ÏmÅ¡øÿuZÏj9 Nåk÷]ÏBur ÓÅÁtFø)B öNåk÷]ÏBur 7,Î/$y ÏN¨uöyø9$$Î/ ÈbøÎ*Î/ «!$# 4 á، وفعل الواجبات وترك المحرَّمات سبب في دخول الجنَّة، لكن الإتيان بالنوافل مع الفرائض يكمَّل بها الفرائض إذا لم يكن أتَمَّها، وجاء بذلك حديث صحيح عن رسول الله ، رواه أبو داود (864)، والترمذي (413)، وابن ماجه (1425)، وأيضاً فالنوافل هي كالسياج للفرائض، ومَن كان محافظاً عليها كان أشدَّ محافظة على الفرائض، ومَن تساهل بها قد يجرُّه ذلك إلى الإخلال بالفرائض.
|